النساء ناقصات عقـــــل وديـــــــن
لقد أصبح أكثر الرجال اليوم يتخذون هذا الحديث كمادة استهزاء بالنساء , نعم إن رسول الله(r )يقول: § ... ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب من الرجل الحازم من أحداكن. قلن : ما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟. قال : أليس شهادة المرأة نصف شهادة الرجل ؟. قلن : بلى . قال : فذلك من نقصان عـقـلها , أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم ,قلن بلى قال:فذلك من نقصان دينها¦
رواه البخاري وهو حديث صحيح لا ينكره أحد من المسلمين ولكن فهمه يكون أحيانا غير صحيح ثم يبنى على هذا الفهم الخاطئ موقفا وسلوكا فيكون أيضا غير صحيح.
أما نقصان الدين فقد أوضحه رسول الله(r) بأنه نقصان في "الكم" ليس في" الكيف ",فالمرأة في وقت الحيض لا تصلي ولا تصوم بينما الرجل يصلي ويصوم وهي تقضي ما فاتها من صوم لكن لا تقضي ما فاتها من صلاة فيكون مجموع صلواتها أقل من مجموع صلوات الرجل هذا هو نقصان دين المرأة.نقصان في الكم لا في الكيف وربما وجد من النساء من تكون اتقى إلى الله ومن تكون عبادتهن أفضل من عبادة كثير من الرجال ولا ننسى أن الله عز وجل قد ضرب لنا مثلا بالإيمان والتقي في كتابه القرآن العظيم بامرأتين هما سيدتينا مريم وآسيا ,ذلك أن الكيف تتنافس فيه النساء والرجال على قدم المساواة وقد يسبق هؤلاء ألئك والله تعالى يقول © من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون¨ وإذا كان نقصان دين المرأة الذي أشار إليه رسول الله (r) نقصانا في الكم لا في الكيف فلم يعد هناك أي سبب ينال من جدارة المرأة في أن تكون صاحبة دين .
أما نقصان العقل فليس معناه أن كل امرأة ينقص عقلها شيء عن عقل أي رجل فقد يكون عقل بعض النساء أحيانا أكمل من عقول كثير من الرجال وهذا مشاهد وملموس و لا يحتمل أي جدال , ولكن المقصود أن الله تعالى أعطى الرجال من القوى العقلية ما يجعلهم أكثر سيطرة على عواطفهم و أهوائهم وأعطى النساء أقل من ذلك ليبقى إمكان تغليب العاطفة على مقتضيات العقل , وليس ذلك تكريما للرجل على حساب المرأة وإنما هو إعطاء كل منهما ما يساعده على القيام بالوظيفة التي فطر عليها ,ولولا رجحان عاطفة المرأة على عقلها لما استطاعت الصبر على رعاية أطفالها.
إن النقصان نسبي ,فالكامل ناقص بالنسبة للأكمل ,ثم إن رسول الله (r) لم يصف الرجال بكمال العقل لكن مما لا شك فيه أن عقل الرجل إجمالا أقوي من عواطفه على عكس المرأة فالعاطفة غالبة على عقلها وكلا الأمرين نعمة من عند الله عز وجل لتستطيع المرأة القيام بواجب الحضانة والرعاية لأطفالها وليستطيع الرجل القيام بواجب القيادة في البيت والمجتمع .
وإذا كان نقصان الدين والعقل كما ذكرنا نسبي فليس من حق الرجل المسلم أن ينظر إلى المرأة المسلمة نظرة ازدراء أو احتقار بحجة أنها اقل منه دينا وعقلا ,وليس من حقه أن يجعل هذا الحديث النبوي الكريم مادة استهزاء بالنساء المسلمات كيف؟ وقد قال رسول الله(r)§خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله¦رواه ابن ماجه