{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } الأنفال / 9
ما أحرانا أن نتحلى بهذه الحال ونحن ندعو لإخواننا في غزة ؛
فإننا إن حققنا
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ }
فإننا لنرجو أن يقال لنا :
{ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ }
فأين الأنفس المنكسرة ،
والقلوب المستغيثة ،
والدعوات الصاعدة فإن كرب إخواننا شديد ؟! .
قد يتعجب بعضهم ويتساءل :
لماذا لا ينتقم الله لأوليائه الذين يعذبون ويقتلون بأيدي أعدائه في هذه الدنيا ؟
والجواب :
أن الله تعالى لم يجعل الدنيا دار جزاء لأوليائه ،
فقد يدركون انتقام الله لهم ، وقد لا يدركه إلا من يأتي بعدهم
والنصر الحقيقي هو انتصار المبادئ ، ولو فنيت الأبدان
ومن تدبر قصة تحريق أصحاب الأخدود - الموحدين - تبين له الجواب جليا .
ما نراه في غزة أمر يجسد كل صور الألم الجسدي والنفسي
لكن عزاؤنا أن ربنا أخبرنا أن الألم متبادل :
{ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ
وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } النساء / 104
فعلى المؤمنين أن يقووا رجاءهم بربهم ، فهو ما يميزهم عن غيرهم .
[ د . عويض العطوي ]
ذم الله قومًا تسخطوا القدر
واعترضوا على قضاء الله في حق المجاهدين
وخذلوا بكلامهم فقالوا :
{ لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } آل عمران / 156
وها نحن نسمع من يقول مثل هذا القول في حق إخوتنا في غزة !! .
{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } التوبة / 111
" العاقل لا يرى لنفسه ثمنا دون الجنة " .
[ ابن حزم ]
والأرض المقدسة أولى ما أنفق فيها مؤمن .
{ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ } البقرة / 214
الله سبحانه وتعالى إنما يفرج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه
ليمتحن قلوبهم للتقوى
فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق
وتتعلق ضمائرهم بالله تعالى وحده .
[ البقاعي ]
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ
لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } الأنفال / 44
وهذا من بديع صنع الله تعالى ، إذ جعل للشيء الواحد أثرين مختلفين
فكان تخيل المسلمين قلة المشركين مقويا لقلوبهم
ومزيلا للرعب عنهم
فعظم بذلك بأسهم عند اللقاء
وكان تخيل المشركين قلة المسلمين
غارا إياهم بأنهم سينالون التغلب عليهم بأدنى قتال
ففجأهم بأس المسلمين .
[ ابن عاشور ]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ } البقرة / 153
كان صلى الله عليه وسلم
[ إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ]
الآن هجوم بري شامل على غزة
لنفزع للصلاة والدعاء ، خاصة آخر الليل
{ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ
وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } محمد / 4
ما أعظم ما تسكبه هذه الآية في قلب المتدبر لها من طمأنينة
ويقين بحكمة الله وعلمه
وأنه سبحانه لا يعجل لعجلة عباده
وأن من وراء ما يحصل حكما بالغة
تتقاصر دونها عقول البشر وأفهامهم
[ د . عمر المقبل ]
{ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ } النمل / 18
نملة هنا نكرة ،
لم يقل ( النملة ) ، فهي نملة نكرة حملت هم أمة فأنقذتها ،
أليس الخطر الذي يهدد أمتنا أعظم من الخطر الذي هدد نمل سليمان ؟
كم منا من يحس بإحساس النملة ، ويسعى منقذا لأمته ؟ .
[ أ . د . ناصر العمر ]
فوائد منقولة