فوائد قرآنية بلاغية تثير العجب وتسهّل حفظ القرآن الكريم وسأسردها كلا على حدة
فأنا حينما أُطلع القارئ على هذه الأسرار في الكلمات القرآنية، في التعبير القرآني، في الجملة
القرآنية، لا شك أنك تعطيه زاداً إيمانياً عظيماً في هذا.
والآن مع الفائدة الأولى:
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُواالْمُرْسَلِينَ } سورة يس الآية (20)
{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ
النَّاصِحِينَ } سورة القصص الآية (20)
في الآيتين السابقتين لماذا تقدمت ( من أقصى ) في الآية الأولى بينما تأخرت في الآية الثانية ؟
وهل هي بنفس المعنى لو بقيت الكلمة متقدمة على ( رجل ) أو متأخرة في الآيتين ؟
وما الحكمة من ذلك؟
تقدمت ( من أقصى ) على (رجل) في الآية الأولى لأن المكان الذي قدم منه الرجل كان
من أقصى المدينة.
أما في الآية الثانية فتأ خرت بسبب أن المكان الذي أتى منه الرجل ليخبر موسى عليه السلام
كان بعيدا ولكنه ليس ذلك البعد فلذلك تأخرت ، ولكي يشعر السامع ببعد المكان الذي أتى منه الرجل
وذلك لأهمية موسى عليه السلام.
فائدة أخرى
متى تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } و متى تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}؟
تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } إذا كان الخطاب موجه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
( زيادة في الإكرام).
تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}إذا كان الخطاب موجه لأي أمة من الأمم السابقة
(أي بعض ذنوبكم).
فــــــــــــــــائدة .............
{سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ
كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّمِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً}
سورة الكهف آية 22.
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَاجَاءُوهَا فُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا
بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } سورة الزمر آية 71 .
وقال { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْارَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } سورة الزمر آية 73 .
لماذا سبقت كلمة ( وثامنهم ) وكلمة (وفتحت ) التي تتحدث عن أبواب الجنة بالواو ؟
ولماذا لم تسبق كلمة ( فتحت ) التي تتحدث عن أبواب جهنم بالواو ؟
جواباً على سؤاليَّ السابقين سأسألكم السؤالين التاليين :
كم عدد أبواب كل من الجنة والنار؟ ما هي الأقوال التي اختلفت في عدد أصحاب الكهف ؟
من الملاحظ أن عدد أبواب الجنة ثمانية جعلنا الله وإياكم من أهلها.
وعدد أبواب النار سبعة أجارنا الله وإياكم منها .
أما أصحاب الكهف فقيل ثلاثة وقيل أربعة ................الخ !
هنا يأتينا الجواب . نحن نعلم أن القرآن نزل بلسان العرب إذا لابد أن يتوافق مع أساسيات اللغة
العربية ولايناقضها بل يفوقهم ويعجزهم في لغتهم التي برعوا فيها ويتحداهم أن يأتوا بمثله فمن
المعروف عند العرب أنهم إذا بدؤوا بسرد الأرقام يقولون: " واحد ، اثنان، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ،
ستة ، سبعة، وثمانية ........... إلخ " لهذا عندما ذكرأصحاب الكهف قيل ثلاثة رابعهم كلبهم ،
خمسة سادسهم كلبهم ، سبعة وثامنهم كلبهم ،كذلك الحال بالنسبة لأبواب الجنة فقيل وفتحت أبوابها
لأن أبواب الجنة ثمانية. بينما قيل عن أبواب النار فتحت أبوابها لأن عددها سبعة...ه
ذا مذهب الحريري وابن خالويه.
وهذه الفائدة ...
قال تعالى :{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَااكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا
أَوْأَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَالا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين } سورة البقرة الآية 286
لماذا أتت (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ) مع أنها بنفس المعنى تقريبا ؟
الإجابة تجدونها في تفسير ابن كثير وهي أنه قال رحمه الله في تفسيره لَقوله " وَاعْفُ عَنَّا " أَي فيما
بيننا وبينك مما تَعلمه من تقصيرنا وزلَلنا." وَاغْفِرْ لَنَا " أَي فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهِرهم
علَى مساوينا وأَعمالنا القبيحة." وَارْحَمْنَا " أَي فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر .
ولهذا قالوا إِن المذنب محتاج إِلَى ثَلاثَة أَشياء: أَن يعفو الله عنه فيما بينه وبين الله وأَن يستره
عن عباده فلا يفضحه به بينهم وأَن يعصمه فلا يوقعه في نظيره. فسبحان الله ما أعظم إعجازه .
وهذه الفائدة ...
ما الفرق بين سنة وعام في قوله تعالى في قصة نوح ؟؟؟؟
في قوله تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ
وَهُمْ ظَالِمُونَ ) في سورة العنكبوت الآية 14.
كلمة سنة في القرآن تدلّ عادة على الجدب والقحط ويقال أسنت الناس إذا أصابهم قحط ويقال أصابتنا
سَنَة بمعنى جدب وقحط. أما كلمة عام فهي عادة تستعمل في الخير في الغالب.
وفي قصة نوح يقول المفسرون أنه لبث في الدعوة950 سنة مع قومه بشدة وصعوبة وتكذيب له
واستهزاء به أما الخمسين عاماً فهي ماكان بعد الطوفان حيث قضاها مع المؤمنين في راحة وطمأنينة
وهدوء بعيداً عن الكافرين من قومه الذين أغرقهم الله بالطوفان ...
وهذه الفائدة ...
قال تعالى : { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
سَاجِدِينَ } "يوسف4" لم لم يقل الحق تبارك وتعالى ثلاثة عشر كوكبا وهو أوجز وأخصر ؟
هذا من باب ذكر الخاص بعد العام ، فقد قصد عطفهما على الكواكب تخصيصا لهما بالذكر،
وتفضيلا لهما على سائر الكواكب لما لهما من المزية والأفضلية على الكل، ونظيره قوله تعالى :
{مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } البقرة98
وما فائدة تكرار ( رأيت ) ؟
قال الزمخشري : ليس ذلك تكرارا بل هو كلام مستأنف وضع جوابا لسؤال مقدرمن يعقوب عليه
السلام كأنه قال : له بعد قوله تعالى : ( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ) كيف رأيتها سائلا عن حال رؤيتها،
فقال مجيبا له رأيتهم لي ساجدين. وقال الزجاج : إنما كرر الفعل تأكيدا لما طال الكلام
كما في قوله تعالى : { وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }الروم7
وقال غيرهما : إنما كرره تفخيما للرؤية وتعظيما لها .
وهذه الفائدة ...
قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)
ونحن نرى المعرضين عن الذكر الحكيم والنهج القويم في أرغد معيشة وأخصبها فكيف قال الحق
تبارك وتعالى ذلك ؟
أولا: نقول وبالله التوفيق : يقول ابن عباس رضي الله عنهما : المراد بالمعيشة الضنك الحياة
في المعصية وإن كان في رخاء ونعمة .
ثانيا : أن المراد بها عيشته في جهنم في الآخرة .
ثالثا : أن المراد بها معيشته في الحياة الدنيا مع الحرص الشديد عليها وعلى أسبابها ..
وهذه الفائدة ...
قال تعالى: ( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا)
من المعلوم أن النداء هو : الصوت والصياح فلم وصفه الله تعالى بقوله (خَفِيًّا) ؟
المقصود بالنداء هنا : الدعاء , وإنما أخفاه ليكون أقرب إلى الإخلاص والمناجاة ،
أو لئلا يلام على طلب الولد في هذه السن وقد شاب.
قال تعالى : (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)
فلم خص العظم بالذكر؟ لأنه عمود البدن وبه قوامه ، وهو أصل بنائه ، فإذا وهن تداعى ،
وتساقطت قوته ، ولأنه أشد ما فيه وأصلبه ، فإذا وهن كان ما وراءه أوهن . "وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً"
ويشكو إليه اشتعال الرأس شيبا . والتعبير المصور يجعل الشيب كأنه نار تشتعل ويجعل الرأس
كله كأنما لتشمله هذه النار المشتعلة , فلا يبقى في الرأس المشتعل سواد . . ذكر في ظلال القرآن
وهذه الفائدة ...
قال تعالى : (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) يفهم من سياق الآية الكريمة إباحة وإطلاق الكفر،
فهل هذا هو المقصود فعلا ؟ أم أن هناك معنى آخر؟ في تفسير الآية السابقة : ثلاثة آراء أولها: قال
ابن عباس : معناها : فمن شاء ربكم أن يؤمن ومن شاء ربكم فليكفر، يعني : لا إيمان ولا كفر
إلا بمشيئته. الثاني : أنه تهديد ووعيد . الثالث : أن المعنى : لا تنفعون الله بإيمانكم ولا تضرونه
بكفركم، فهو إظهار لغنى الله عن عباده لا إباحة الكفر
فائدة ..
قوله تعالى في البقرة: (ختم الله علي قلوبهم وعلي سمعهم ...)
كالعادة قدم السمع علي البصر فما فائدته؟
أن السمع أشرف ؛ لأن به تثبت النبوات ، وأخبار الله تعالي وأوامره ونواهيه ...
بخلاف البصر ؛ ولذلك لم يبعث الله نبيا أصم ، وفي الأنبياء من كان كفيفا.
فائدة ..
قال تعالى:{إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }الأنعام95. لتدل كلمة مخرج على أن الميت الذي سيخرجه الله تعالى هو الحي
الذي أخرجه من قبل. وللتوضيح أقول : حبة القمح ( الميته) يخرج الله منها النبات( الحي) وهو
الذي يخرج حبة القمح ( الميته) فلو قال الله تعالى يخرج لدل ذلك على الانفصال.
فائدة ..
قال تعالى : {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة173
وقال تعالى :{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل115
قوله( وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ )قدم به فى سورة البقرة وأخرها فى المائدة والأنعام والنحل لأن تقديم الباء
الأصل ، فإنها تجرى مجرى الهمزة والتشديد فى التعدى، فكانت كحرف من الفعل، فكان الموضع
الأول أولى بما هو الأصل ،ليعلم ما يقتضيه اللفظ. ثم قدم فيما سواها ماهو المستنكر وهو الذبح
لغير الله، وتقديم ما هو الغرض أولى، ولهذاجاز تقديم المفعول على الفاعل ،والحال على ذى الحال
والظرف على العامل فيه ، إذا كان ذلك أكثرللغرض فى الإخبار
وهذه الفائدة ...
قوله تعالي (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا )البقرة ،
وفي الأعراف (فكلا). قيل إن السكني في البقرة للإقامة ، وفي الأعراف اتخاذ المسكن ،
فلما نسب القول إليه تعالي (وقلنا ياآدم) ناسب زيادة الإكرام بالواو الدالة علي الجمع بين السكني
والأكل ؛ ولذلك قال فيه (رغدا) ، وقال (حيث شئتما) لأنه أعم. وفي الأعراف: (وياآدم) فأتي بالفاء
الدالة علي ترتيب الأكل علي السكني المأمور باتخاذها ؛لأن الأكل بعد الإتخاذ ،
و (من حيث) لا يعطي عموم معني (حيث شئتما).
فأنا حينما أُطلع القارئ على هذه الأسرار في الكلمات القرآنية، في التعبير القرآني، في الجملة
القرآنية، لا شك أنك تعطيه زاداً إيمانياً عظيماً في هذا.
والآن مع الفائدة الأولى:
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُواالْمُرْسَلِينَ } سورة يس الآية (20)
{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ
النَّاصِحِينَ } سورة القصص الآية (20)
في الآيتين السابقتين لماذا تقدمت ( من أقصى ) في الآية الأولى بينما تأخرت في الآية الثانية ؟
وهل هي بنفس المعنى لو بقيت الكلمة متقدمة على ( رجل ) أو متأخرة في الآيتين ؟
وما الحكمة من ذلك؟
تقدمت ( من أقصى ) على (رجل) في الآية الأولى لأن المكان الذي قدم منه الرجل كان
من أقصى المدينة.
أما في الآية الثانية فتأ خرت بسبب أن المكان الذي أتى منه الرجل ليخبر موسى عليه السلام
كان بعيدا ولكنه ليس ذلك البعد فلذلك تأخرت ، ولكي يشعر السامع ببعد المكان الذي أتى منه الرجل
وذلك لأهمية موسى عليه السلام.
فائدة أخرى
متى تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } و متى تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}؟
تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } إذا كان الخطاب موجه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
( زيادة في الإكرام).
تكون الآية { يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}إذا كان الخطاب موجه لأي أمة من الأمم السابقة
(أي بعض ذنوبكم).
فــــــــــــــــائدة .............
{سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ
كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّمِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً}
سورة الكهف آية 22.
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَاجَاءُوهَا فُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا
بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } سورة الزمر آية 71 .
وقال { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْارَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } سورة الزمر آية 73 .
لماذا سبقت كلمة ( وثامنهم ) وكلمة (وفتحت ) التي تتحدث عن أبواب الجنة بالواو ؟
ولماذا لم تسبق كلمة ( فتحت ) التي تتحدث عن أبواب جهنم بالواو ؟
جواباً على سؤاليَّ السابقين سأسألكم السؤالين التاليين :
كم عدد أبواب كل من الجنة والنار؟ ما هي الأقوال التي اختلفت في عدد أصحاب الكهف ؟
من الملاحظ أن عدد أبواب الجنة ثمانية جعلنا الله وإياكم من أهلها.
وعدد أبواب النار سبعة أجارنا الله وإياكم منها .
أما أصحاب الكهف فقيل ثلاثة وقيل أربعة ................الخ !
هنا يأتينا الجواب . نحن نعلم أن القرآن نزل بلسان العرب إذا لابد أن يتوافق مع أساسيات اللغة
العربية ولايناقضها بل يفوقهم ويعجزهم في لغتهم التي برعوا فيها ويتحداهم أن يأتوا بمثله فمن
المعروف عند العرب أنهم إذا بدؤوا بسرد الأرقام يقولون: " واحد ، اثنان، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ،
ستة ، سبعة، وثمانية ........... إلخ " لهذا عندما ذكرأصحاب الكهف قيل ثلاثة رابعهم كلبهم ،
خمسة سادسهم كلبهم ، سبعة وثامنهم كلبهم ،كذلك الحال بالنسبة لأبواب الجنة فقيل وفتحت أبوابها
لأن أبواب الجنة ثمانية. بينما قيل عن أبواب النار فتحت أبوابها لأن عددها سبعة...ه
ذا مذهب الحريري وابن خالويه.
وهذه الفائدة ...
قال تعالى :{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَااكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا
أَوْأَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَالا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين } سورة البقرة الآية 286
لماذا أتت (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ) مع أنها بنفس المعنى تقريبا ؟
الإجابة تجدونها في تفسير ابن كثير وهي أنه قال رحمه الله في تفسيره لَقوله " وَاعْفُ عَنَّا " أَي فيما
بيننا وبينك مما تَعلمه من تقصيرنا وزلَلنا." وَاغْفِرْ لَنَا " أَي فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهِرهم
علَى مساوينا وأَعمالنا القبيحة." وَارْحَمْنَا " أَي فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر .
ولهذا قالوا إِن المذنب محتاج إِلَى ثَلاثَة أَشياء: أَن يعفو الله عنه فيما بينه وبين الله وأَن يستره
عن عباده فلا يفضحه به بينهم وأَن يعصمه فلا يوقعه في نظيره. فسبحان الله ما أعظم إعجازه .
وهذه الفائدة ...
ما الفرق بين سنة وعام في قوله تعالى في قصة نوح ؟؟؟؟
في قوله تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ
وَهُمْ ظَالِمُونَ ) في سورة العنكبوت الآية 14.
كلمة سنة في القرآن تدلّ عادة على الجدب والقحط ويقال أسنت الناس إذا أصابهم قحط ويقال أصابتنا
سَنَة بمعنى جدب وقحط. أما كلمة عام فهي عادة تستعمل في الخير في الغالب.
وفي قصة نوح يقول المفسرون أنه لبث في الدعوة950 سنة مع قومه بشدة وصعوبة وتكذيب له
واستهزاء به أما الخمسين عاماً فهي ماكان بعد الطوفان حيث قضاها مع المؤمنين في راحة وطمأنينة
وهدوء بعيداً عن الكافرين من قومه الذين أغرقهم الله بالطوفان ...
وهذه الفائدة ...
قال تعالى : { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
سَاجِدِينَ } "يوسف4" لم لم يقل الحق تبارك وتعالى ثلاثة عشر كوكبا وهو أوجز وأخصر ؟
هذا من باب ذكر الخاص بعد العام ، فقد قصد عطفهما على الكواكب تخصيصا لهما بالذكر،
وتفضيلا لهما على سائر الكواكب لما لهما من المزية والأفضلية على الكل، ونظيره قوله تعالى :
{مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } البقرة98
وما فائدة تكرار ( رأيت ) ؟
قال الزمخشري : ليس ذلك تكرارا بل هو كلام مستأنف وضع جوابا لسؤال مقدرمن يعقوب عليه
السلام كأنه قال : له بعد قوله تعالى : ( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ) كيف رأيتها سائلا عن حال رؤيتها،
فقال مجيبا له رأيتهم لي ساجدين. وقال الزجاج : إنما كرر الفعل تأكيدا لما طال الكلام
كما في قوله تعالى : { وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }الروم7
وقال غيرهما : إنما كرره تفخيما للرؤية وتعظيما لها .
وهذه الفائدة ...
قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)
ونحن نرى المعرضين عن الذكر الحكيم والنهج القويم في أرغد معيشة وأخصبها فكيف قال الحق
تبارك وتعالى ذلك ؟
أولا: نقول وبالله التوفيق : يقول ابن عباس رضي الله عنهما : المراد بالمعيشة الضنك الحياة
في المعصية وإن كان في رخاء ونعمة .
ثانيا : أن المراد بها عيشته في جهنم في الآخرة .
ثالثا : أن المراد بها معيشته في الحياة الدنيا مع الحرص الشديد عليها وعلى أسبابها ..
وهذه الفائدة ...
قال تعالى: ( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا)
من المعلوم أن النداء هو : الصوت والصياح فلم وصفه الله تعالى بقوله (خَفِيًّا) ؟
المقصود بالنداء هنا : الدعاء , وإنما أخفاه ليكون أقرب إلى الإخلاص والمناجاة ،
أو لئلا يلام على طلب الولد في هذه السن وقد شاب.
قال تعالى : (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)
فلم خص العظم بالذكر؟ لأنه عمود البدن وبه قوامه ، وهو أصل بنائه ، فإذا وهن تداعى ،
وتساقطت قوته ، ولأنه أشد ما فيه وأصلبه ، فإذا وهن كان ما وراءه أوهن . "وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً"
ويشكو إليه اشتعال الرأس شيبا . والتعبير المصور يجعل الشيب كأنه نار تشتعل ويجعل الرأس
كله كأنما لتشمله هذه النار المشتعلة , فلا يبقى في الرأس المشتعل سواد . . ذكر في ظلال القرآن
وهذه الفائدة ...
قال تعالى : (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) يفهم من سياق الآية الكريمة إباحة وإطلاق الكفر،
فهل هذا هو المقصود فعلا ؟ أم أن هناك معنى آخر؟ في تفسير الآية السابقة : ثلاثة آراء أولها: قال
ابن عباس : معناها : فمن شاء ربكم أن يؤمن ومن شاء ربكم فليكفر، يعني : لا إيمان ولا كفر
إلا بمشيئته. الثاني : أنه تهديد ووعيد . الثالث : أن المعنى : لا تنفعون الله بإيمانكم ولا تضرونه
بكفركم، فهو إظهار لغنى الله عن عباده لا إباحة الكفر
فائدة ..
قوله تعالى في البقرة: (ختم الله علي قلوبهم وعلي سمعهم ...)
كالعادة قدم السمع علي البصر فما فائدته؟
أن السمع أشرف ؛ لأن به تثبت النبوات ، وأخبار الله تعالي وأوامره ونواهيه ...
بخلاف البصر ؛ ولذلك لم يبعث الله نبيا أصم ، وفي الأنبياء من كان كفيفا.
فائدة ..
قال تعالى:{إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }الأنعام95. لتدل كلمة مخرج على أن الميت الذي سيخرجه الله تعالى هو الحي
الذي أخرجه من قبل. وللتوضيح أقول : حبة القمح ( الميته) يخرج الله منها النبات( الحي) وهو
الذي يخرج حبة القمح ( الميته) فلو قال الله تعالى يخرج لدل ذلك على الانفصال.
فائدة ..
قال تعالى : {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة173
وقال تعالى :{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل115
قوله( وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ )قدم به فى سورة البقرة وأخرها فى المائدة والأنعام والنحل لأن تقديم الباء
الأصل ، فإنها تجرى مجرى الهمزة والتشديد فى التعدى، فكانت كحرف من الفعل، فكان الموضع
الأول أولى بما هو الأصل ،ليعلم ما يقتضيه اللفظ. ثم قدم فيما سواها ماهو المستنكر وهو الذبح
لغير الله، وتقديم ما هو الغرض أولى، ولهذاجاز تقديم المفعول على الفاعل ،والحال على ذى الحال
والظرف على العامل فيه ، إذا كان ذلك أكثرللغرض فى الإخبار
وهذه الفائدة ...
قوله تعالي (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا )البقرة ،
وفي الأعراف (فكلا). قيل إن السكني في البقرة للإقامة ، وفي الأعراف اتخاذ المسكن ،
فلما نسب القول إليه تعالي (وقلنا ياآدم) ناسب زيادة الإكرام بالواو الدالة علي الجمع بين السكني
والأكل ؛ ولذلك قال فيه (رغدا) ، وقال (حيث شئتما) لأنه أعم. وفي الأعراف: (وياآدم) فأتي بالفاء
الدالة علي ترتيب الأكل علي السكني المأمور باتخاذها ؛لأن الأكل بعد الإتخاذ ،
و (من حيث) لا يعطي عموم معني (حيث شئتما).