يحكى أنَّ قلمين كانا صديقين... ولأنهما لم يُبريا كان لهما نفس الطول...
إلا أن أحدهما ملَّ حياة الصمت والسلبية فتقدّم من المبراة وطلب أن تبريه...
أمّا الآخر فأحجم خوفاً من الألم وحفاظاً على مظهره...
وغاب صديقه عنه مدة من الزمن، عاد بعدها قصيراً.. ولكنه أصبح حكيماً ...
رآه صديقه الصامت الطويل الرشيق فلم يعرفه...
ولم يستطع أن يتحدث إليه...
فبادره صديقه المبري بالتعريف عن نفسه...
تعجب الطويل وبدت عليه علامات السخرية من قصر صديقه ...
لم يأبه القلم القصير بسخرية صديقه الطويل ومضى يحدِّثه عما تعلّمه فترة غيابه،
وهو يكتب ويخط الكثير من الكلمات ويتعلم الكثير من الحكم والمعارف والفنون...
انهمرت دموع الندم من عيني صديقه القلم الطويل،
وما كان منه إلا أن تقدم من المبراة لتبريه...
وليكسر حاجز صمته وسلبيته...
بعد أن علم أنَّ:
( ..من أراد أن يتعلّم فلا بدّّ أن يتألّم.. )
بقلم: ميسون قصّاص.