شريط معاكسة..
قد لا تتصور إحدى الفتيات وهي تنـزلق في مزالق المعاكسات مع الشباب العابث ما قد يصل إليه أمرها من السوء والخطر الجسيم، حيث تجد نفسها يوماً من الأيام في مأزق عظيم لا مفرّ منه ولا مناص.
ولو أنها تصوّرت ونظرت إلى هذه الخطوة الجريئة من جميع جوانبها لما أقدمت عليه، لأن العلاقات المحرّمة المسمّاة زوراً وبهتاناً بـ(الحبّ)، المصير والمآل الذي تؤول إليه معروف.
فإما فضيحة وخزي وعار يلحق بهذه الفتاة وأهلها، وقد يصل الحال إلى أن يقوم أهلها بقتله، وهذا حدث وليس بدعاً من القول، وإما أن يصرف عنها المعاكس نظره، لأنه إذا حصل على مطلوبه فإنه ليس بحاجة إلى أن يتزوج امرأة (خائنة)، خانت أهلها وثقتهم بها.
ولو حدث وتزوجها فإنه مع ذلك لا يحس بطمأنينة معها، لأنه غالباً ما يعيش خائفاً أن تكرر ذلك الفعل مع غيره، كما قال القائل:
من أطلعوه على سـرّ فبـــاح به لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
ولكن يجب أن تعرف الفتاة المعاكسة، أن الأصل فيها أنها مرحلة عبور، ووسيلة لقضاء وقت الفراغ، فلا تطمع بأكثر من هذا!
ولو تصوّرت نفسها بغير هذه المنـزلة فهي (مخطئة)، وهذا قول الشباب أنفسهم الذين مرّوا بهذه التجربة.
والحقيقة أن هناك أمرا يفعله بعض الشباب المعاكس، الذين لا يرجون الله واليوم الآخر، وتغفل عنه الفتيات الساذجات، لأنهن لا يحطن علماً بما يراد بهن، ولا يعلمن بما وصل إليه هؤلاء الشباب من المكر والكيد والخديعة.
وهذا الأمر الخطير هو أن بعض الشباب، وأثناء مكالمة الهاتفية مع (صديقة الغفلة) يقوم بتسجيل شريط كاسيت بما يدور بينهما من الحديث الغرامي والكلام الفاحش، بل وأحيانا يكون الكلام من أشنع الكلام وأقبحه، وخالياً من الحياء والعفّة، ثم يحتفظ هذا (الوغد) بذلك الشريط معه.
فإذا فكّرت هذه الفتاة أن تُنهي علاقتها معه، وأخبرته بذلك، أظهر ذلك الشريط وهددها به!!
وهنا تنقلب حياتها رأساً على عقب، وتصطدم بجدار الحقيقة، وتصحو من سباتها العميق، ويحيط بها الخوف والحزن من كل جانب، وتعضّ أصابع الندم على قبيح فعلتها، ولكن حين لا ينفع الندم، فتعيش صراعاً مريراً، وهي لا تعرف كيف الخلاص.
فإذا أرادت الزواج هدّدها بالشريط: (إن تزوجْتِ أخبرْتُ زوجك بالشريط).
والأدهى من ذلك إن كانت متزوجة، فما إن تفكّر بإنهاء علاقتها معه، إلاّ هدّدها بأن يفضح أمرها، أو أن تبقى صديقة له لتلبّي غرائزه البهيمية!!.
وإذا أرادت التوبة، وترك هذا الطريق الموحش، والرجوع إلى الله، والاستغفار عما كان منه، هددها بالشريط!!.
حتى إنه ليقف حائلاً بينها وبين التوبة، فتتعالى منها الصرخات المدوّية من أعماقها..
(نعم، أنا أذنبت، ولكن لماذا تقف بيني وبين التوبة..؟)..
وَتَمُرُّ هذه الصرخات على مسامعه وكأنه لا يسمع شيئاً..: {أم تحسبُ أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إنْ همْ إلاّ كالأنعام بل هم أضل سبيلا}.
موضوع ارسلته لي أحد الأخوات فأعجبني فأحببت أن تستفيدوا منه يا أخوات