تعريف الكناية
(الكناية) من (كَنَيْت) أو (كنَوْت) بكذا عن كذا، إذا تركت التصريح به.
وهي في اللّغة التكلّم بما يريد به خلاف الظاهر. وفي الاصطلاح لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي؛ لعدم نصب قرينة على خلافه.
وهذا هو الفرق بين المجاز والكناية، ففي الأول لا يمكن إرادة الحقيقي لنصب القرينة المضادّة له بخلاف الثاني.نعم قد يمتنع المعنى الحقيقي لخصوص المورد، كقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)، فإنه كناية عن القدرة والاستيلاء، ويمتنع المعنى الحقيقي لامتناع كونه تعالى جسماً. ومثال الكناية: (فلان كثير الرماد) تريد أنه كريم؛ للتلازم في الغالب بين الكرم وبين كثرة الضيوف الملازمة لكثيرة الرماد من الطبخ.
__________________
أقسام الكناية
تنقسم الكناية إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ الكناية عن الصفة، نحو قولهم:
طويل النجاد، كناية عن طول القامة.
2 ـ الكناية عن الموصوف، نحو قوله:
فلما شربناها ودبّ دبيبهـــا = = إلى موطن الأسرار قلت لها قفي
3 ـ الكناية عن النسبة، كقوله:
إن السماحة والمروة والندى = = في قبة ضربت على ابن الحشرج
فإن تخصيص هذه الثلاثة بمكان ابن الحشرج يتلازم نسبتها إليه.
__________________
الكناية القريبة والبعيدة
ثم إن الكناية عن الصفة تكون على قسمين:
1 ـ قريبة، وهي التي لا يحتاج الانتقال فيها إلى إعمال روية وفكر، لعدم الواسطة بينها وبين المطلوب.
2 ـ بعيدة، وهي التي يحتاج الانتقال فيها إلى إعمال روية وفكر، لوجود الواسطة بينها وبين المطلوب.
فمثال الأول: (طويل النجاد) فإن النجاد حمائل السيف، وطوله يستلزم طول القامة بلا واسطة.
ومثال الثاني: (كثير الرماد) فكثرة الرماد تستلزم الكرم لكن بواسطة؛ لأنّ كثرة الرماد ملازمة لكثرة الإحراق، وهي ملازمة لكثرة النار والطبخ، وهي ملازمة لكثرة الضيوف، وهي ملازمة للكرم، المقصود.
3- ومن الكناية البعيدة جداً، كما قال بعضهم: (أريد من شفتك ضد الشرقي بالعربي والفارسي والقلب والتصحيف)، وتفصيله: (ضد الشرقي: غربي، عربي، ربيع، بهار، نهار، روز، يوم، موسى، شعر، شعر، بيت، دار، راد، زاد، توشه، بوسه) أي القبلة، وهي المراد.
__________________
الكناية باعتبار اللوازم
تنقسم الكناية باعتبار اللوازم والسياق إلى أربعة أقسام:
1 ـ التعريض: وهو أن يطلق الكلام ويراد معنى آخر يفهم من السياق تعريضاً بالمخاطب،
كقولك للمهذار: (إذا تمّ العقل نقص الكلام).
2 ـ التلويح: وهو أن تكثر الوسائط بدون تعريض،
نحو: (كثير الرماد) و( وجبان الكلب) و(مهزول الفصيل).
3 ـ الرمز: وهو أن تقل الوسائط مع خفاء في اللزوم بدون تعريض،
كقولهم: (فلان متناسب الأعضاء) كناية عن ذكائه، إذ الذكاء الكثير في الجسم المتناسب،
وقولهم: (هو مكتنز اللّحم) كناية عن قوّته وشجاعته.
4 ـ الإيماء: وهو أن تقل الوسائط، مع وضوح اللزوم بلا تعريض، كقوله:
اليمــــن يتبــــع ظلــــه = = والمجد يمشي في ركابه
__________________
من فوائد الكناية
ولا يخفى: أن الكناية أبلغ من التصريح، وذلك لأنها تفيد أموراً، منها:
1 ـ القوّة في المعنى.
2 ـ التعبير عن أمور قد يتحاشى الإنسان عن ذكرها احتراماً للمخاطب.
3 ـ الإبهام على السامع.
4 ـ تنزيه الأذن عمّا تنبو عن سماعه.
5 ـ النيل من الخصم دون أن يدع له مأخذاً يؤاخذه به وينتقم منه.
وهناك أغراض كثيرة اُخرى تترتّب على الكناية لا تخفى على البليغ.
(الكناية) من (كَنَيْت) أو (كنَوْت) بكذا عن كذا، إذا تركت التصريح به.
وهي في اللّغة التكلّم بما يريد به خلاف الظاهر. وفي الاصطلاح لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي؛ لعدم نصب قرينة على خلافه.
وهذا هو الفرق بين المجاز والكناية، ففي الأول لا يمكن إرادة الحقيقي لنصب القرينة المضادّة له بخلاف الثاني.نعم قد يمتنع المعنى الحقيقي لخصوص المورد، كقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)، فإنه كناية عن القدرة والاستيلاء، ويمتنع المعنى الحقيقي لامتناع كونه تعالى جسماً. ومثال الكناية: (فلان كثير الرماد) تريد أنه كريم؛ للتلازم في الغالب بين الكرم وبين كثرة الضيوف الملازمة لكثيرة الرماد من الطبخ.
__________________
أقسام الكناية
تنقسم الكناية إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ الكناية عن الصفة، نحو قولهم:
طويل النجاد، كناية عن طول القامة.
2 ـ الكناية عن الموصوف، نحو قوله:
فلما شربناها ودبّ دبيبهـــا = = إلى موطن الأسرار قلت لها قفي
3 ـ الكناية عن النسبة، كقوله:
إن السماحة والمروة والندى = = في قبة ضربت على ابن الحشرج
فإن تخصيص هذه الثلاثة بمكان ابن الحشرج يتلازم نسبتها إليه.
__________________
الكناية القريبة والبعيدة
ثم إن الكناية عن الصفة تكون على قسمين:
1 ـ قريبة، وهي التي لا يحتاج الانتقال فيها إلى إعمال روية وفكر، لعدم الواسطة بينها وبين المطلوب.
2 ـ بعيدة، وهي التي يحتاج الانتقال فيها إلى إعمال روية وفكر، لوجود الواسطة بينها وبين المطلوب.
فمثال الأول: (طويل النجاد) فإن النجاد حمائل السيف، وطوله يستلزم طول القامة بلا واسطة.
ومثال الثاني: (كثير الرماد) فكثرة الرماد تستلزم الكرم لكن بواسطة؛ لأنّ كثرة الرماد ملازمة لكثرة الإحراق، وهي ملازمة لكثرة النار والطبخ، وهي ملازمة لكثرة الضيوف، وهي ملازمة للكرم، المقصود.
3- ومن الكناية البعيدة جداً، كما قال بعضهم: (أريد من شفتك ضد الشرقي بالعربي والفارسي والقلب والتصحيف)، وتفصيله: (ضد الشرقي: غربي، عربي، ربيع، بهار، نهار، روز، يوم، موسى، شعر، شعر، بيت، دار، راد، زاد، توشه، بوسه) أي القبلة، وهي المراد.
__________________
الكناية باعتبار اللوازم
تنقسم الكناية باعتبار اللوازم والسياق إلى أربعة أقسام:
1 ـ التعريض: وهو أن يطلق الكلام ويراد معنى آخر يفهم من السياق تعريضاً بالمخاطب،
كقولك للمهذار: (إذا تمّ العقل نقص الكلام).
2 ـ التلويح: وهو أن تكثر الوسائط بدون تعريض،
نحو: (كثير الرماد) و( وجبان الكلب) و(مهزول الفصيل).
3 ـ الرمز: وهو أن تقل الوسائط مع خفاء في اللزوم بدون تعريض،
كقولهم: (فلان متناسب الأعضاء) كناية عن ذكائه، إذ الذكاء الكثير في الجسم المتناسب،
وقولهم: (هو مكتنز اللّحم) كناية عن قوّته وشجاعته.
4 ـ الإيماء: وهو أن تقل الوسائط، مع وضوح اللزوم بلا تعريض، كقوله:
اليمــــن يتبــــع ظلــــه = = والمجد يمشي في ركابه
__________________
من فوائد الكناية
ولا يخفى: أن الكناية أبلغ من التصريح، وذلك لأنها تفيد أموراً، منها:
1 ـ القوّة في المعنى.
2 ـ التعبير عن أمور قد يتحاشى الإنسان عن ذكرها احتراماً للمخاطب.
3 ـ الإبهام على السامع.
4 ـ تنزيه الأذن عمّا تنبو عن سماعه.
5 ـ النيل من الخصم دون أن يدع له مأخذاً يؤاخذه به وينتقم منه.
وهناك أغراض كثيرة اُخرى تترتّب على الكناية لا تخفى على البليغ.
منقـــول