هل انتهت كل مجموعة من عملها يا بنات ؟
نعم يا أستاذة
إذن سنرى الآن، عمل كل مجموعة منكن، ترى من أين نبدأ ؟
تعالت أصوات الفتيات في أرجاء الفصل، كل مجموعة تريد أن تكون هي السباقة في عرض نتائج تجربتها.
فأخذت المدرسة تنقر بيدها على طاولتها العريضة محاولة منها لإخماد الفوضى المشتعلة في أرجاء المختبر، وقالت المجموعة الهادئة هي من سأسمح لها بعرض نتائجها أولاً، فجعلت تحملق بعينيها يميناً وشمالاً باحثة عن المجموعة الأكثر هدوءاً، فشاهدت النظرات الساهمة في عمق قارورة التجربة لصاحبة الوجنات الذابلة والشفائف المطبقة، ثم قالت: حسناً.. فلنبدأ مع هادية، هيا يا هادية اعرضي لنا نتائج تجربتكِ .. ولكن هادية لم تكن لتنتبه إليها، فكررت المدرسة كلامها بصوت أعلى هذه المرة، هادية، هادية، فانتبهت هادية إلى مدرستها واهتزت يدها وانزلقت القارورة من يدها لتنزل وترتطم بقاع الأرض، احمرت وجنتاها خجلاً، وانفتحت الشفتان لتنطلق منها كلمات الاعتذار، عذرا أستاذة، لم أكن لأقصد ذلك، فأسرعت المدرسة فزعة إليها، هل نزل جزء من المحاليل على جلدك أو ملابسكِ ؟ اندهشت هادية لتصرف أستاذتها، فصمتت ولم تنطق ببنت شفه، فقالت لها، دعيني أرى، هل أصبت بمكروه؟ فهذه المواد الكيميائية المستخدمة في تجربتكم حارقة، وان نزلت قطرة منها على ثيابكِ لأصبت بالأذى.. كانت تقول كلماتها هذه وهي تتفحص يدي طالبتها، ولما رأت سلامتها، ربتت على كتفيها وقالت: الحمد لله أنكِ لم تصابي بمكروه.
في هذه الأثناء، ارتفعت بعض الأصوات منددة بموقف المدرسة الذي اتخذته بحق هادية، فوقفت هند وقالت: هذا بدل من أن تعاقبيها على فعلتها تقفين إلى جانبها وتربتين على كتفها لا بل ويرتعب قلبكِ خوفا عليها ؟
وبعضهن اتخذ من السخرية منطلقاً لتفريغ غيرته، كعبير وشلتها، فعندما تفوهت عبير قائلة: هيا يا فتاتي الرقيقة.. التقطي الأجزاء المتناثرة وأعيدي لصقها لتعود القارورة كما كانت.
تعالت ضحكات وقهقهات التابعات لها في فضاء المختبر، أما صاحبتنا هادية فما كان منها إلا أن تبكي خجلاً وحزناً.
تدخلت المدرسة حينما رأت دموع الألم تنهمر من عيني هادية، آمرة عبير بالقيام بالأمر الذي طلبته من زميلتها، مما أثار غضبها، فأخذت ترعد وتبرق، ماذا!! أنا عبير ألملم بقايا قارورة محطمة! فمن تكون هادية لأصنع أنا عبير هذا الصنيع بدلاً منها ؟؟
أنتِ وهادية سواسية لديّ، فأنتِ طالبة عندي وهي كذلك، فلا هادية بأفضل منكِ ولست بأفضل منها، وما طلبت منكِ هذا إلا لأنه كان اقتراح مقدم من عقلكِ يا عزيزتي، أفهمتني! هكذا أجابتها المدرسة، مما سبب لها إحراجاً شديداً أمام فتيات فصلها، فصمتت ولم تحرك ساكناً، فواصلت المدرسة حديثها، لتقول لها، ولكنني لن ادعكِ يا عبير أن تلملمي هذه الأجزاء ذاتها، ليس لأنكِ لستِ التي قذفتِ بها، بل لأنها تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالصحة، ولست أود إيذائك ولا إيذاء أية واحدة منكن، فأنتن رياحين قلوبنا، وثمار جهودنا نحصده فيكن، فهيا تناولي قارورة فارغة ولتكن من تلك القوارير الفخارية لا الزجاجية، لئلا تجُرح يداكِ فتتألمي، ولتعيدي لصقها أمامنا جميعاً، هيا يا غاليتي ماذا تنتظرين؟؟ فتناولت بيدها إحدى القوارير الفخارية التي وضعت في المختبر، وألقت بها على قاع الأرض وهي مقطبة حاجبيها، ولما تحطمت القارورة مدت لها المدرسة الشمع اللاصق، فأخذت تلصق الأجزاء وتركبها.. والفتيات يحدقن وينتظرن النهاية ! إلى أن انتهت إعادت تركيبها من جديد، جاءت المدرسة ورفعتها أمام أعين الجميع لينظرن إليها وهي تقول: أحسنتِ صنعاً يا غاليتي عبير، فليصفق الجميع لها، صفقت الطالبات وملامح الاستغراب ارتسمت على الوجوه.
أعلم أنكن مندهشات من تصرفي هذا، فما قامت به عبير من إعادة تشكيل هل سيرجع القارورة كما كانت؟ أم إن بصمات التحطم بدت واضحة على القارورة؟ لاشك أنكن ترون هذه الآثار، وان القارورة الآن لم تعد إلى سابق عهدها على رغم الجهد الكبير الذي بذلته زميلتكن في محاولة تجميع الأجزاء وتركيبها.. وهكذا هو حال قلوبكن يا عزيزاتي عندما يقوم أحدنا بخدشها وكسرها من الصعب إعادة جبرها، فلا تتعلمن جرح مشاعر بعضكن البعض، لأنه وان حاولتن تصحيح خطأكن بعد ذلك لن تستطعن.
تأثر الجميع بكلام الأستاذة إلا أن الأكثر تأثراً كانت عبير فذرفت دمعة الندم وذهبت لتعتذر من زميلتها هادية .
فأخذت المدرسة تنقر بيدها على طاولتها العريضة محاولة منها لإخماد الفوضى المشتعلة في أرجاء المختبر، وقالت المجموعة الهادئة هي من سأسمح لها بعرض نتائجها أولاً، فجعلت تحملق بعينيها يميناً وشمالاً باحثة عن المجموعة الأكثر هدوءاً، فشاهدت النظرات الساهمة في عمق قارورة التجربة لصاحبة الوجنات الذابلة والشفائف المطبقة، ثم قالت: حسناً.. فلنبدأ مع هادية، هيا يا هادية اعرضي لنا نتائج تجربتكِ .. ولكن هادية لم تكن لتنتبه إليها، فكررت المدرسة كلامها بصوت أعلى هذه المرة، هادية، هادية، فانتبهت هادية إلى مدرستها واهتزت يدها وانزلقت القارورة من يدها لتنزل وترتطم بقاع الأرض، احمرت وجنتاها خجلاً، وانفتحت الشفتان لتنطلق منها كلمات الاعتذار، عذرا أستاذة، لم أكن لأقصد ذلك، فأسرعت المدرسة فزعة إليها، هل نزل جزء من المحاليل على جلدك أو ملابسكِ ؟ اندهشت هادية لتصرف أستاذتها، فصمتت ولم تنطق ببنت شفه، فقالت لها، دعيني أرى، هل أصبت بمكروه؟ فهذه المواد الكيميائية المستخدمة في تجربتكم حارقة، وان نزلت قطرة منها على ثيابكِ لأصبت بالأذى.. كانت تقول كلماتها هذه وهي تتفحص يدي طالبتها، ولما رأت سلامتها، ربتت على كتفيها وقالت: الحمد لله أنكِ لم تصابي بمكروه.
في هذه الأثناء، ارتفعت بعض الأصوات منددة بموقف المدرسة الذي اتخذته بحق هادية، فوقفت هند وقالت: هذا بدل من أن تعاقبيها على فعلتها تقفين إلى جانبها وتربتين على كتفها لا بل ويرتعب قلبكِ خوفا عليها ؟
وبعضهن اتخذ من السخرية منطلقاً لتفريغ غيرته، كعبير وشلتها، فعندما تفوهت عبير قائلة: هيا يا فتاتي الرقيقة.. التقطي الأجزاء المتناثرة وأعيدي لصقها لتعود القارورة كما كانت.
تعالت ضحكات وقهقهات التابعات لها في فضاء المختبر، أما صاحبتنا هادية فما كان منها إلا أن تبكي خجلاً وحزناً.
تدخلت المدرسة حينما رأت دموع الألم تنهمر من عيني هادية، آمرة عبير بالقيام بالأمر الذي طلبته من زميلتها، مما أثار غضبها، فأخذت ترعد وتبرق، ماذا!! أنا عبير ألملم بقايا قارورة محطمة! فمن تكون هادية لأصنع أنا عبير هذا الصنيع بدلاً منها ؟؟
أنتِ وهادية سواسية لديّ، فأنتِ طالبة عندي وهي كذلك، فلا هادية بأفضل منكِ ولست بأفضل منها، وما طلبت منكِ هذا إلا لأنه كان اقتراح مقدم من عقلكِ يا عزيزتي، أفهمتني! هكذا أجابتها المدرسة، مما سبب لها إحراجاً شديداً أمام فتيات فصلها، فصمتت ولم تحرك ساكناً، فواصلت المدرسة حديثها، لتقول لها، ولكنني لن ادعكِ يا عبير أن تلملمي هذه الأجزاء ذاتها، ليس لأنكِ لستِ التي قذفتِ بها، بل لأنها تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالصحة، ولست أود إيذائك ولا إيذاء أية واحدة منكن، فأنتن رياحين قلوبنا، وثمار جهودنا نحصده فيكن، فهيا تناولي قارورة فارغة ولتكن من تلك القوارير الفخارية لا الزجاجية، لئلا تجُرح يداكِ فتتألمي، ولتعيدي لصقها أمامنا جميعاً، هيا يا غاليتي ماذا تنتظرين؟؟ فتناولت بيدها إحدى القوارير الفخارية التي وضعت في المختبر، وألقت بها على قاع الأرض وهي مقطبة حاجبيها، ولما تحطمت القارورة مدت لها المدرسة الشمع اللاصق، فأخذت تلصق الأجزاء وتركبها.. والفتيات يحدقن وينتظرن النهاية ! إلى أن انتهت إعادت تركيبها من جديد، جاءت المدرسة ورفعتها أمام أعين الجميع لينظرن إليها وهي تقول: أحسنتِ صنعاً يا غاليتي عبير، فليصفق الجميع لها، صفقت الطالبات وملامح الاستغراب ارتسمت على الوجوه.
أعلم أنكن مندهشات من تصرفي هذا، فما قامت به عبير من إعادة تشكيل هل سيرجع القارورة كما كانت؟ أم إن بصمات التحطم بدت واضحة على القارورة؟ لاشك أنكن ترون هذه الآثار، وان القارورة الآن لم تعد إلى سابق عهدها على رغم الجهد الكبير الذي بذلته زميلتكن في محاولة تجميع الأجزاء وتركيبها.. وهكذا هو حال قلوبكن يا عزيزاتي عندما يقوم أحدنا بخدشها وكسرها من الصعب إعادة جبرها، فلا تتعلمن جرح مشاعر بعضكن البعض، لأنه وان حاولتن تصحيح خطأكن بعد ذلك لن تستطعن.
تأثر الجميع بكلام الأستاذة إلا أن الأكثر تأثراً كانت عبير فذرفت دمعة الندم وذهبت لتعتذر من زميلتها هادية .
من مجلة بشرى
هل لاحظتم أخواتي التصرف الحكيم للأستاذة
لا تيأسوا و تقولوا ليت لنا أستاذة مثلها فمازال بصيص الأمل فيكن أنتن يا درر الإسلام
فأنتن معلمات المستقبل
أملنا أن نرى القصة و أمثالها تتجسد في مدارسنا